-A +A
علي محمد الرابغي
احسب يقينا ان العلي الكبير مالك وملك التدبير قد خص هذه البقعة المقدسة لتكون مهبطا للوحي ومهدا لإسماعيل جاء به ابراهيم عليهما السلام بأمر من عنده وليقضي الله أمرا كان مفعولا.. وتردد أصداء الوحي المبارك عبر جبال مكة وغشيها النور.. نور السماء وارتج الكون لحدث جلل خص به مكة ام القرى ومن حولها فقد ولد الهدى والكائنات ضياء وتفجرت مكامن الضياء وأشاع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجر الهداية ليغشى الكون كله ليخرج الناس من الظلمات الى النور
ثم تعاقبت موجات التاريخ وادلهم ليل الجهل والجاهلية وكانت السيادة للبدع وروادها وعمت الفوضى والخوف.. حتى أفاء الله علينا بان قيض لهذه البلاد من اختارهم ليكونوا امناء على هذا الرحاب المقدس.. وحقق عبدالعزيز إرادة الله فوحد هذه الامة من الشتات الى التماسك لتكون امة عظيمة.

فيصل والحلم الاسلامي الكبير :
وقف التاريخ وقفة مطمئنة على يد فارس من النبلاء أولئك الذين لا يجود بهم التاريخ الا بين فترات متباعدة.. كان ذلك الفارس فيصل بن عبدالعزيز الذي أنصت العالم لوقع خطواته ونذر نفسه لهدف كبير وسام حتى كتبت له الشهادة مجاهدا في سبيل الله ويحمل لواء التضامن الاسلامي.


عبد الله والمتنبي واذا كانت النفوس كبارا :
وكأني بأبي الطيب المتنبي.. قد انتصب شاعرا يسعفنا في هذا العهد النبيل عهد الرجل الكبير قدرا وهامة عبدالله بن عبدالعزيز.. ينتصب بيته الشعري ليجسد حقيقة التعملق لعملاق هذا العصر نعم..
اذا كانت النفوس كبارا .. تعبت فى مرادها الاجسام
لقد حمل هذا البطل الشهم الهمام مسؤولية أمته وارتقى في سماء العلى ملبيا ومتصديا لما دهى العالم العربي والإسلامي من تمزق وتشرذم اشرف معه على الهاوية فكانت الهبة المضرية لرأب الصدع وعودة المياه الى مجاريها فكان ان اذاب بحرارة إيمانه وصدق توجهه جدار الجليد معليا المصلحة العليا فوق كل الاعتبارات.. وتنفس المواطن العربي والإسلامي الصعداء ففي التفرق والانقسام فرصة لاعداء الاسلام وفي وحدة الصف قوة وتفوق.
أصداء مساعي الوفاق لخادم الحرمين :
تجاوبت مع أصداء التوجه الكريم في سرعة قياسية القيادات الخليجية وكان للتلبية التاريخية من جانب الزعيم المصري وامير قطر وزنها وباركها كل مواطن عربي واسلامي.
ففي أبوظبي رحبت الإمارات بنجاح مبادرة خادم الحرمين لرأب الصدع بين قطر ومصر ووزير خارجيتها يؤكد سيكون لها تأثير إيجابي كبير في تعزيز التضامن بين الدول العربية جميعها، وتشكل بداية مباركة لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك
وفى الكويت قال اميرها المبادرة جسدت مواقفكم القومية الأصيلة وحرصكم على التضامن ووحدة الصف العربي وتجاوز كل الصعوبات والعقبات
وفى مملكة البحرين ثمنت الدور الريادي الكبير الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين في قيادة العمل العربي المشترك وحرصه على تقوية التضامن العربي ووحدة الصف والكلمة.
وفى الدوحة رحبت قطر بالبيان الصادر عن الديوان الملكي، وبالمبادرة الكريمة لخادم الحرمين وقال بيان صادر عن الديوان الأميري نثمن الجهود المخلصة والمقدرة لخادم الحرمين.. ونؤكد أن أمن مصر من أمن قطر.. وقوة مصر قوة للعرب كافة.
وفى مصر ثمنت الجهود الصادقة لخادم الحرمين الشريفين الرامية إلى تحقيق الوحدة بين الدول العربية الشقيقة ونبذ الانقسام في إطار من الاحترام الكامل لإرادة الشعوب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

التناول الاعلامي بين البلدين :
يجب ان يكون حياديا بعيدا عن الانحياز لفكرة او تيار معين.. فالجميع مع حرية الرأي والتعبير ولكن فى حدود المتعارف عليه اعلاميا.. فالتناول الاعلامي الخاطئ والموجه من اسباب الفرقة والخلاف بين الدول العربية.. وفى هذا الاطار كانت دعوة خادم الحرمين لجميع الشرفاء من الأشقاء من علماء ومفكرين وكتاب ورجال إعلام بكافة أشكاله إلى الاستجابة لهذه الخطوة ومباركتها.. ان المنطقة تتطلع إلى حقبة جديدة تطوي خلافات الماضي.. فالمرحلة الراهنة تقتضي تغليب وحدة الصف والعمل الصادق برؤية مشتركة تحقق آمال وطموحات شعوبنا العربية.. وحسبي الله ونعم الوكيل.